TOTY- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 42
من طرف TOTY الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 3:22 pm
قيامالليل سُنة مؤكدة , وقربةمعظمة في سائر العام , فقد تواترت النصوص منالكتاب والسنة بالحث عليه ,والتوجيه إليه , والترغيب فيه , ببيان عظم شأنهوجزالة الثواب عليه , وأنهشأن أولياء الله , وخاصة من عباده الذين قالالله في مدحهم والثناء عليهم: أَلَاإِنَّأَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْيَحْزَنُونَالَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِيالْحَيَاةِالدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِذَلِكَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [يونس، الآية: 64]
فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل , قال تعالى : إِنَّمَايُؤْمِنُبِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًاوَسَبَّحُوابِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَىجُنُوبُهُمْعَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًاوَمِمَّارَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَلَهُمْ مِنْقُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآيات: 15-17] ووصفهم في موضع آخر , بقوله : وَالَّذِينَيَبِيتُونَلِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَرَبَّنَا اصْرِفْعَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَغَرَامًا إلى أن قال : أُولَئِكَيُجْزَوْنَالْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةًوَسَلَامًاخَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان، الآيات: 64-75]
وفيذلك من التنبيه على فضلقيام الليل , وكريم عائدته ما لا يخفى وأنه منأسباب صرف عذاب جهنم ,والفوز بالجنة , وما فيها من النعيم المقيم , وجوارالرب الكريم , جعلناالله ممن فاز بذلك . قال تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر، الآيتان: 54، 55]
وقد وصف المتقين في سورة الذاريات , بجملة صفات - منها قيام الليل - , فازوا بها بفسيح الجنات , فقال سبحانه : إِنَّالْمُتَّقِينَفِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْإِنَّهُمْ كَانُواقَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَاللَّيْلِ مَايَهْجَعُونَ [الذاريات، الآيات: 15-17]
فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل قال تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل، الآيات: 1-6]
وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر , فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكنولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال : أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم : جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ينزلربناتبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر.فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرنيفأغفرله ؟ !
وفي صحيح مسلم , عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه , وهي كل ليلة وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : منتعارمن الليل - يعني استيقظ يلهج بذكر الله - فقال : لا إله إلا الله ,وحده لاشريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير . الحمدلله ,وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلاباللهثم قال : اللهم ! اغفر لي , أو دعا , استجيب له . فإن توضأ وصلىقبلت صلاته
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : إنفيالجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها اللهلمنألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم : فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآية: 17]
وجاءفي السنة الصحيحة , مايفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن ,والسلامة من د*** النار.ففي البخاري وغيره عن أم سلمة - رضي الله عنها -أن النبي , صلى الله عليهوسلم , استيقظ ليلة فقال : سبحان الله , ماذا أُنزل الليلة من الفتنة ؟ ! ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟ ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ ! وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن .
وفي قصة رؤيا ابنعمرقال : "فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار , فإذاهيمطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان - يعني كقرني البئر - وإذا فيها أناسقدعرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملك آخر .فقال :لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي , صلىاللهعليه وسلم , فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل , فكانعبدالله لا ينام من الليل إلا قليلا
وأخرج الحاكم وصححه , ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : عليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم , وقربة لكم إلى ربكم , ومكفرة للسيئات , ومنهاة عن الإثم
فتلخص مما سبق أن قيام الليل:
أ - من أسباب ولاية الله ومحبته .
ب - ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن , وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم .
جـ - وأنه من سمات الصالحين , في كل زمان ومكان .
د - وهو من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها .
هـ - وأن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة للسيئات .
و - وأنه من أسباب إجابة الدعاء , والفوز بالمطلوب المحبوب والسلامة من المكروه المرهوب ومغفرة سائر الذنوب .
ز- وأنه نجاة من الفتن , وعصمة من الهلكة , ومنهاة عن الإثم .
حـ - وأنه من موجبات النجاة من النار , والفوز بأعالي الجنان.
من رسالة تذكرة الصوام لعبد الله بن صالح القصير