الصدقةهي العطاء للآخر بشتى طرقه؛ العطاء من المال، والعطاء من الوقت، وحسنالاستماع، العطاء من التوجيه والتربية، العطاء من الابتسام والحنان،العطاء من إماطة الأذى عن طريق الناس أينما كان هذا الأذى؛ العطاء بمعناهالواسع الشامل، وكل هذا العطاء صدقة.
وحتى تكون الصدقة علاجا نفسيالمن ينالها، لا تخدش كرامته، أو تثير الشعور بالصغر والنقص لديه، ولكنهاتصبح مُعِينة له على سد حاجة من حاجاته، أعطيت له دون أن يدري بها أحد إلاالله، وعندئذ يحب المتصدَّق عليه المتصدِّق ويخدمه، ويرتبط المجتمع برباطالحب والتعاطف، ويتبدل شعور الحسد والحقد إلى الحب والاحترام، ويكبر فيعيني المتصدق عليه هذا السلوك، وسرعان ما تهدأ نفسه، وتزداد طاقته، ويسلكسلوكا آخر حبا في الأسوة التي شاهدها، وينطلق يعمر ويعمل، ويعرف الطريقالصحيح لمعاملة الناس؛ فينضج نضوجا نافعا لنفسه وللآخرين، وينطفئ غضبه،هذا الذي كان مصاحبا له إبان المحبة، ويتبدل إلى مشاعر أخرى هي كل مشاعرالود والحب والتقدير ورد الجميل والتعفف مصداقا لقوله تعالى:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}البقرة: 273.
هذاهو حال المتصدق عليه، أما المتصدق فعملية الإعطاء عملية نفسية بناءة، إنهيشعر بسعادة عند العطاء، وهو يخرج من الأنانية الفردية إلى رحابة التعاونوالسمو، إنه يحصن أمواله وهو يعطي بعضا منها للمحتاج؛ حتى يطفئ انفعالاتعوزه وحاجته، وبذلك يكون الإنفاق صدقة على نفس المتصدق يقول الحق: {وَمَاتُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} البقرة: 272، ويقول تعالى:{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَتُظْلَمُونَ} البقرة: 272.
وإذا كان هذا هو حال المتصدق؛ فإنهيعالج بهذا السلوك قلقه وخوفه وتوتره، إن إعطاء الصدقة علاج كذلكللمكتئبين الذين ضاقت عليهم صدورهم، وتأتي الصدقة في خفية تعطيهم فرحة منالأعماق وهم يسمعون ثناء ودعاء المتصدق عليه، ولننظر إلى قوله تعالى:{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِاللهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍأَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَاوَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} البقرة 265:
وهكذاترى أن التحليل النفسي لإعطاء الصدقة بمعناه الواسع يطفئ التوتر والقلقوالشعور بأن الإنسان غير مرغوب فيه، ويعم الرضا بين المتصدق والمتصدقعليه، إن هذا التعايش هو التعايش الذي يرضاه الحق عز وجل، ويصدق فيهالحديث: (والصدقة الخفية تطفئ غضب الرب).
فضائل وفوائد الصدقة الأخرى
للصدقة فوائد وفضائل أخرى، ، يمكن إيجازها فيما يلي:
1-أنَّها تطفئ غضب الله- سبحانه وتعالى- كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(إن صدقة السِّر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى) رواه الطبراني.
2-أنَّها تمحو الخطيئة وتُذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(والصَّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النَّار) رواه الترمذي.
3- أنَّها وقاية من النار كما جاء في الصحيحين في قوله صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا النَّار ولو بشق تمرة).
4-أنَّ المتصدق في ظلِّ صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر -رضيالله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلُّ امرئ في ظلصدقته حتى يقضى بين الناس)، الحاكم وابن حبان والإمام أحمد، وإسناده صحيح.
وقدذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّهيوم لا ظلَّ إلا ظله: (رجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه)، في الصحيحين.
5- أنَّ في الصدقة دواءً للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة)، صحيح الجامع.
6-أنَّ فيها دواءً للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكاإليه قسوة قلبه: (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأساليتيم) رواه أحمد.
7- أن الله تعالى يدفع بالصدقة أنواعاً منالبلاء كما في وصية يحيى -عليه السلام- لبني إسرائيل: (وآمركم بالصدقة،فإنَّ مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربواعنقه؛ فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)، صحيحالجامع.
8- أنَّ العبد إنَّما يصل إلى حقيقة البر بالصدقة كما جاءفي قوله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّاتُحِبُّونَ}آل عمران92
9- أنَّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلافالممسك، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلاملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهمأعط ممسكاً تلفاً)، في الصحيحين.
10- أنَّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (ما نقص صدقة من مال)، صحيح مسلم.
11-أنَّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاَّ ما تصدق به كما في قوله تعالى:{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} البقرة: 272، ولما سألالنبي صلى الله عليه وسلم عائشة- رضي الله عنها- عن الشاة التي ذبحوها مابقي منها، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال ): بقي كلها غير كتفها)، صحيحمسلم.
12- أن الله تبارك وتعالى يُضاعف للمتصدق أجره كما في قولهعزّ وجلّ: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَقَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد: 18،وقوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًافَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُوَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} البقرة: 245
13- أن صاحبها يُدعى من بابخاص من أبواب الجنة يقال له "باب الصدقة" كما في حديث أبي هريرة -رضي اللهعنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله،نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من بابالصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقةدُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، قال أبوبكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعىأحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم)، في الصحيحين.
14-أنّها ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاأوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا.قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكماليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبوبكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعت في امرئ إلا دخلالجنة) رواه مسلم.
15- أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب،وطمأنينته، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل البخيل والمنفق كمثلرجلين عليهما جبتان من حديد، من ثدييهما إلى تراقيهما؛ فأما المنفق فلاينفق إلا صبغت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريدأن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع) رواهالبخاري، ومن ثم فلو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدحقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها، وقد قال تعالى: {وَمَن يُوقَشُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر 9
16- أنالمنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله تبارك وتعالى كمافي قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللهمالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذابأفضل المنازل...) رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
17- أنالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيامبه، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاهالله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهوينفقه آناء الليل والنهار) رواه البخاري ومسلم، فكيف إذا وفق الله عبدهإلى الجمع بين ذلك كله؟!.
18- أن العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبينالله، ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى بذل نفسه وماله في سبيل الله،يشير إلى ذلك قوله جلّ وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَأَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِيسَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِيالتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَاللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة: 111
19- أن الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) رواه مسلم.
منقول
وحتى تكون الصدقة علاجا نفسيالمن ينالها، لا تخدش كرامته، أو تثير الشعور بالصغر والنقص لديه، ولكنهاتصبح مُعِينة له على سد حاجة من حاجاته، أعطيت له دون أن يدري بها أحد إلاالله، وعندئذ يحب المتصدَّق عليه المتصدِّق ويخدمه، ويرتبط المجتمع برباطالحب والتعاطف، ويتبدل شعور الحسد والحقد إلى الحب والاحترام، ويكبر فيعيني المتصدق عليه هذا السلوك، وسرعان ما تهدأ نفسه، وتزداد طاقته، ويسلكسلوكا آخر حبا في الأسوة التي شاهدها، وينطلق يعمر ويعمل، ويعرف الطريقالصحيح لمعاملة الناس؛ فينضج نضوجا نافعا لنفسه وللآخرين، وينطفئ غضبه،هذا الذي كان مصاحبا له إبان المحبة، ويتبدل إلى مشاعر أخرى هي كل مشاعرالود والحب والتقدير ورد الجميل والتعفف مصداقا لقوله تعالى:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}البقرة: 273.
هذاهو حال المتصدق عليه، أما المتصدق فعملية الإعطاء عملية نفسية بناءة، إنهيشعر بسعادة عند العطاء، وهو يخرج من الأنانية الفردية إلى رحابة التعاونوالسمو، إنه يحصن أمواله وهو يعطي بعضا منها للمحتاج؛ حتى يطفئ انفعالاتعوزه وحاجته، وبذلك يكون الإنفاق صدقة على نفس المتصدق يقول الحق: {وَمَاتُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} البقرة: 272، ويقول تعالى:{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَتُظْلَمُونَ} البقرة: 272.
وإذا كان هذا هو حال المتصدق؛ فإنهيعالج بهذا السلوك قلقه وخوفه وتوتره، إن إعطاء الصدقة علاج كذلكللمكتئبين الذين ضاقت عليهم صدورهم، وتأتي الصدقة في خفية تعطيهم فرحة منالأعماق وهم يسمعون ثناء ودعاء المتصدق عليه، ولننظر إلى قوله تعالى:{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِاللهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍأَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَاوَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} البقرة 265:
وهكذاترى أن التحليل النفسي لإعطاء الصدقة بمعناه الواسع يطفئ التوتر والقلقوالشعور بأن الإنسان غير مرغوب فيه، ويعم الرضا بين المتصدق والمتصدقعليه، إن هذا التعايش هو التعايش الذي يرضاه الحق عز وجل، ويصدق فيهالحديث: (والصدقة الخفية تطفئ غضب الرب).
فضائل وفوائد الصدقة الأخرى
للصدقة فوائد وفضائل أخرى، ، يمكن إيجازها فيما يلي:
1-أنَّها تطفئ غضب الله- سبحانه وتعالى- كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(إن صدقة السِّر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى) رواه الطبراني.
2-أنَّها تمحو الخطيئة وتُذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(والصَّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النَّار) رواه الترمذي.
3- أنَّها وقاية من النار كما جاء في الصحيحين في قوله صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا النَّار ولو بشق تمرة).
4-أنَّ المتصدق في ظلِّ صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر -رضيالله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلُّ امرئ في ظلصدقته حتى يقضى بين الناس)، الحاكم وابن حبان والإمام أحمد، وإسناده صحيح.
وقدذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّهيوم لا ظلَّ إلا ظله: (رجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه)، في الصحيحين.
5- أنَّ في الصدقة دواءً للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة)، صحيح الجامع.
6-أنَّ فيها دواءً للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكاإليه قسوة قلبه: (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأساليتيم) رواه أحمد.
7- أن الله تعالى يدفع بالصدقة أنواعاً منالبلاء كما في وصية يحيى -عليه السلام- لبني إسرائيل: (وآمركم بالصدقة،فإنَّ مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربواعنقه؛ فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)، صحيحالجامع.
8- أنَّ العبد إنَّما يصل إلى حقيقة البر بالصدقة كما جاءفي قوله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّاتُحِبُّونَ}آل عمران92
9- أنَّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلافالممسك، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلاملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهمأعط ممسكاً تلفاً)، في الصحيحين.
10- أنَّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (ما نقص صدقة من مال)، صحيح مسلم.
11-أنَّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاَّ ما تصدق به كما في قوله تعالى:{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} البقرة: 272، ولما سألالنبي صلى الله عليه وسلم عائشة- رضي الله عنها- عن الشاة التي ذبحوها مابقي منها، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال ): بقي كلها غير كتفها)، صحيحمسلم.
12- أن الله تبارك وتعالى يُضاعف للمتصدق أجره كما في قولهعزّ وجلّ: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَقَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد: 18،وقوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًافَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُوَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} البقرة: 245
13- أن صاحبها يُدعى من بابخاص من أبواب الجنة يقال له "باب الصدقة" كما في حديث أبي هريرة -رضي اللهعنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله،نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من بابالصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقةدُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، قال أبوبكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعىأحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم)، في الصحيحين.
14-أنّها ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاأوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا.قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكماليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبوبكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعت في امرئ إلا دخلالجنة) رواه مسلم.
15- أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب،وطمأنينته، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل البخيل والمنفق كمثلرجلين عليهما جبتان من حديد، من ثدييهما إلى تراقيهما؛ فأما المنفق فلاينفق إلا صبغت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريدأن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع) رواهالبخاري، ومن ثم فلو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدحقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها، وقد قال تعالى: {وَمَن يُوقَشُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر 9
16- أنالمنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله تبارك وتعالى كمافي قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللهمالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذابأفضل المنازل...) رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
17- أنالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيامبه، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاهالله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهوينفقه آناء الليل والنهار) رواه البخاري ومسلم، فكيف إذا وفق الله عبدهإلى الجمع بين ذلك كله؟!.
18- أن العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبينالله، ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى بذل نفسه وماله في سبيل الله،يشير إلى ذلك قوله جلّ وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَأَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِيسَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِيالتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَاللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة: 111
19- أن الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) رواه مسلم.
منقول