منتديات صـــــالـــــون العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات صـــــالـــــون العرب

سلسلة ثلاثيات نبوية  Tvquran_26
 
سبحان الله وبحمـــــــده
سبحان الله العظيم
سلسلة ثلاثيات نبوية  Tvquran_44
سلسلة ثلاثيات نبوية  Tvquran_33
 
لا اله الا انت سبحانــك
انى كنت من الظالمين
سلسلة ثلاثيات نبوية  Tvquran_32
سلسلة ثلاثيات نبوية  Tvquran_3

2 مشترك

    سلسلة ثلاثيات نبوية

    Kan_Zaman
    Kan_Zaman
    مدير المنتديات
    مدير المنتديات


    عدد المساهمات : 325
    تاريخ التسجيل : 15/11/2010
    الموقع : لا اله الا الله محمد رسول الله

    سلسلة ثلاثيات نبوية  Empty سلسلة ثلاثيات نبوية

    مُساهمة من طرف Kan_Zaman الخميس يناير 13, 2011 4:24 pm



    سلسلة ثلاثيات نبوية  18502610


    الثلاثية الأولى



    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

    «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،

    وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا،

    وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ. وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ،

    وَإِضَاعَةِ الْمَال» رواه مسلم وأحمد.

    وفي بعض الطرق:«آمركم بثلاث، وأنهاكم عن ثلاث» رواه ابن حبان.


    الأمر الأول الذي يرضاه الله وأمر به: عبادته.

    والله ما أوجدنا على الأرض إلا من أجل عبادته،

    قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)


    فما هي العبادة؟

    العبادة هي التذلل لله محبة وتعظيماً، وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله.

    فكل ما أمر الله به، أو أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم فهذه عبادة.

    فإذا كان الله تعالى قد أوجدنا في الأرض لذلك فإن من الغبن الفاحش أن يغفل الإنسان عنها.

    قال صلى الله عليه وسلم :«تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا»، وقد سبق تعريف العبادة،

    فما هو الشرك؟

    الشرك في اللغة من المشاركة، وفي الشرع : أن تجعل لله نداً في ألوهيته، أو ربوبيته، أو أسمائه وصفاته.
    الشرك في الألوهية أن تتوجَّه بالعبادة لغير الله ، وكان الواجبُ أن يُفردَ اللهُ بها.

    في الربوبية: أن لا تفرد الله بأفعاله،

    فتعتقد أنّ فلاناً يحيي ويميت، ويفعل ما لا يقدر عليه إلا الله.

    في الأسماء والصفات أن تنعت شخصاً بصفة لا تنبغي إلا لله.

    والشرك قسمان: أصغر، وأكبر ..

    فما هو الشرك الأصغر؟

    ضابط الشرك الأصغر أيها المؤمنون: "كل ما نهى الله تعالى عنه مما هو ذريعة إلى الأكبر،

    وكان وسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركاً،

    ولم يصل إلى حد صرف العبادة إلى غير الله " . كالحلف بغير الله ويسير الرياء .


    فما هو الفرق بين الشركين الأكبر والأصغر ؟

    1.الأكبر يخرج من الملة والأصغر لا يخرج منها.

    2.الأكبر يخلد في النار والأصغر لا يخلد فيها.

    3.الأكبر يحبط العمل بخلاف الأصغر.

    4.الأكبر يبيح الدم والأصغر لا يبيحه.

    5.الأكبر يمنع الموالاة مطلقاً.

    ويكفي في التحذير من الشرك أنّ الله لا يغفره، قال تعالى:

    ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء).


    الأمر الثانى :

    قال صلى الله عليه وسلم :« وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»

    وقد أمر الله بذلك، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

    وقال تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

    وتأمل أيها القارئ الكريم ما يدل على أهمية هذا الاعتصام:

    في سنن ابن ماجه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين،

    فحاصر مسلم كافر، فقال الكافر: إني مسلم . فطعنه فقتله .

    فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت، قال «وما الذي صنعت»؟

    فأخبره بالذي صنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    «فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه»؟

    قال: يا رسول الله لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه.

    قال :«فلا أنت قبلت ما تكلم به، ولا أنت تعلم ما في قلبه»!

    فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات،

    قال الراوي: فدفناه، فأصبح على ظهر الأرض. فقالوا: لعل عدوا نبشه.

    فدفناه . ثم أمرنا غلماننا يحرسونه . فأصبح على ظهر الأرض .

    فقلنا لعل الغلمان نَعَسُوا . فدفناه ثم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض .

    فألقيناه في بعض تلك الشعاب فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

    «إن الأرض لتقبل من هو شر منه، ولكن الله أحب أن يريَكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله».

    ومع ذلك فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل من أراد أن يفرق جمعنا،

    لأن حرمة اجتماع المسلمين أعظم من حرمة المسلم.

    فمتى يترك الناس الموالاة والمعاداة على جماعات وجمعيات وأحزاب تفت في عضد هذه الأمة؟

    متى تكون دعوتنا لله؟ وولاؤنا لله؟ ومحبتنا لله؟

    وبغضنا لله؟ كثير من الناس يظن أنه يدعو إلى الله،

    وإنما يدعو لحزبه أو جماعته أو نفسه! فلا يراد بالأخ عند هؤلاء إلا من انتمى إلى جماعتهم،

    أما غير المنتمين إليهم فلا يطلق عليه لفظ الأخوة، والله يقول: (إنما المؤمنون إخوة).

    سمعت أحدهم يسأل عن آخر فقال له أتعرف فلاناً؟ فرد عليه:

    من الإخوان؟ فكان الجواب: لا، من عامة الناس! والله يقول:

    ( إنما المؤمنون إخوة). فمتى نعقل ذلك؟



    الأمر الثالث:

    «وتطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم»

    وقد كثرت النصوص التي أوجب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، بل إن الله في القرآن قد أمرنا بطاعتهم، قال الله تعالى:

    ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

    ولعلي أختم بهذا الحديث الذي أخرجه مسلم عن عَوْف بْن مَالِكٍ الأَشْجَعِىَّ رضي الله عنه قال:

    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ،

    وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ،

    وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ».

    قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟


    قَالَ: « لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ أَلاَ مَنْ وَلِىَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِى مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ».



    Kan_Zaman
    Kan_Zaman
    مدير المنتديات
    مدير المنتديات


    عدد المساهمات : 325
    تاريخ التسجيل : 15/11/2010
    الموقع : لا اله الا الله محمد رسول الله

    سلسلة ثلاثيات نبوية  Empty رد: سلسلة ثلاثيات نبوية

    مُساهمة من طرف Kan_Zaman الخميس يناير 13, 2011 4:40 pm


    الثلاثية الثانية
    ثلاثة يبغضها الله



    عن أبي هريرة رضى الله عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    «إن الله يكره لكم: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَال»

    رواه مسلم وأحمد.

    وعند ابن حبان: «وينهاكم عن ثلاث».

    نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال:

    قال السيوطي رحمه الله في الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج (4/318):

    "هو الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يَعني من أحوالهم وتصرفاتهم،

    واختلف في حقيقة هذين اللفظين؛ فقيل: فعلان ماضيان، وقيل:

    اسمان مجروران منونان".

    ونجد في حديث آخر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ندبنا إلى ترك ما لا يعنينا،

    قال صلى الله عليه وسلم :«مِنْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ»

    والحديث مخرج في جامع الإمام الترمذي.

    ومما يتناوله الحديث كذلك نقل الأخبار، أن يتحدث الإنسان بكل ما سمع،

    وهذا بلا شك يفضي إلى التدخل فيما لا يعني،

    وقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن التحدث بكل ما يسمع،

    لا بد أن تسكت عن كثير مما تسمعه ولا تشيعه،

    فإنما جعل الله لك أذنين ولساناً واحداً فأنصفهما ولا تظلمهما كما قال السلف.


    قال صلى الله عليه وسلم :« كَفَى بِالْمَرْءِ إثْمًا : أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»

    أخرجه مسلم.

    وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : "لَا يَكُونُ إمَامًا مَنْ حَدَّثَ بكل ما سمع".

    فهذا النهي النبوي يستفيد منه المسلم أن يحفظ لسانه، لا تنقل الأخبار،

    لا تقحم نفسك بالحديث فيما لا يعنيك،

    وهنا كلمة لطيفة قالها الإمام النووي رحمه الله في رياض الصالحين (ص 276): "

    اعْلَمْ أنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُكَلَّفٍ أنْ يَحْفَظَ لِسَانَهُ عَنْ جَميعِ الكَلامِ إِلاَّ كَلاَماً ظَهَرَتْ فِيهِ المَصْلَحَةُ،

    ومَتَى اسْتَوَى الكَلاَمُ وَتَرْكُهُ فِي المَصْلَحَةِ فالسُّنَّةُ الإمْسَاكُ عَنْهُ؛

    لأَنَّهُ قَدْ يَنْجَرُّ الكَلاَمُ المُبَاحُ إِلَى حَرَامٍ أَوْ مَكْرُوهٍ، وذَلِكَ كَثِيرٌ في العَادَةِ،

    والسَّلاَمَةُ لا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ" .

    وهذه كلمة تُكتب بماء الذهب من إمام جليل ..

    وعن أنس رضي الله عنه قال: توفي رجل، فقال رجل آخر -

    ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع-: أبشر بالجنة.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    « ما تدري! فلعله تكلم فيما لا يعنيه،

    أو بخل بما لا ينقصه» رواه الترمذي.


    الأمر الثاني

    الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

    كثرة السؤال
    وهذه فيها تفسيران:
    التفسير الأول: السؤال عن الأمور التي لا تدعو الحاجة إليها،

    فيكون النهي عن تكلف المسائل.

    والأسئلة على قسمين :

    - سؤال تعنت وتكلف كسؤال بني إسرائيل فهذا حرام .

    - سؤال تعلم، وهذا أمر الله به، قال تعالى:

    (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)

    التفسير الثاني لقول نبينا صلى الله عليه وسلم :

    «وكثرة السؤال»: سؤال المال.

    فالمسلم ينبغي أن يكون عفيفاً..

    ففي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    «لاَ تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِى وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ».

    وعند البيهقي قول نبينا صلى الله عليه وسلم :

    «من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب».

    وعند النسائي قال صلى الله عليه وسلم :

    « لو يعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله» .

    وفي حديث آخر:

    «إني لأعطي الرجل العطية فينطلق بها تحت إبطه وما هي إلا النار».

    فقال له عمر: ولم تعط يا رسول الله ما هو نار؟ فقال: «أبى الله لي البخل،

    وأبوا إلا مسألتي».


    الأمر الثالث إضاعة المال..

    والمراد من ذلك التبذير..

    قال تعالى: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).

    والتبذير: الإسراف كما قال ابن مسعود رضى الله عنه .

    ومعنى (إخوان الشياطين) : أولياء الشياطين،

    وكذلك تقول العرب لكلّ ملازم سنةَ قوم وتابع أثرهم: هو أخوهم.

    ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ذكر منها نبي الله صلى الله عليه وسلم:

    «عن ماله؛ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه»؟



    Kan_Zaman
    Kan_Zaman
    مدير المنتديات
    مدير المنتديات


    عدد المساهمات : 325
    تاريخ التسجيل : 15/11/2010
    الموقع : لا اله الا الله محمد رسول الله

    سلسلة ثلاثيات نبوية  Empty الثلاثية الثالثة حلاوة الإيمان

    مُساهمة من طرف Kan_Zaman الخميس يناير 13, 2011 4:54 pm



    الثلاثية الثالثة
    حلاوة الإيمان


    خرَّج البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحهما، عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه ،

    عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ:

    أن يكون اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا،

    وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ،

    وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ».

    دل هذا الحديث على أنّ للإيمان حلاوةً،

    وهذا شيء يشعر به المخلصون الصادقون،

    ولهذا كان بعض السلف تمر به أوقات فيقول:

    إن كان أهل الجنة في نعيم مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.

    وكان غيره يقول: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجلدونا عليه بالسيوف.

    فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلب كما يذوق أحدنا الماءَ بالفم،

    وهو غذاء القلوب وقوتها.

    وهذه الحلاوة لا يجدها إلا من عمر وقته بطاعة الله،

    وقد سئل وهيب بن الورد رحمه الله: هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله؟ قال :

    لا، ولا من هم بالمعصية. فالقلب المريض والعياذ بالله يستحلي ما فيه هلاكه،

    ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم:

    «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»؛

    لأنه لو كمل إيمانه لوجد حلاوة الإيمان،

    فاستغنى بها عن استحلاء المعاصي.

    أول خصلة بها يجد الإنسان طعم وحلاوة الإيمان:

    أن يكون اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا
    وقد ذم الله في القرآن الكريم من قدم محبة شيء على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24].


    كلُّ هذه المذكورات في الآية جُبِل المرء على محبتها،

    وليس المراد تحجير هذا أو ذمَّ من قام به، وإنما المراد من الآية ذمُّ من قدم حبها على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله، فإنَّ حبها مركوز في نفوسنا.

    وهذه الآية دلت على مسألة مهمة جداً،

    وهي أنه لا يكفي أن تحب الله! لا يكفي أن تحبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،

    بل لابد من أن تقدِّمَ حبَّ الله ورسولِه صلى الله عليه وسلم على أيِّ شيء.

    قال عبدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ رضى الله عنه :

    كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ :

    يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي .

    فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :

    «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»،

    فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي.

    فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْآنَ يَا عُمَرُ» [البخاري].

    قال ابن حجر رحمه الله :" قال الخطابي: حبُّ الإنسان نفسه طبع،

    وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب،

    وإنما أراد عليه الصلاة والسلام حب الاختيار،

    إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه.

    قلت: فعلى هذا فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع،

    ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه؛

    لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى،

    فأخبر بما اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله:

    «الآن يا عمر» أي : الآن عرفت فنطقت بما يجب" (فتح الباري 11/528).



    الخصلة الثانية: وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم

    :«من أحب لله، وأبغض لله،وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان»

    [رواه أبو داود]

    هذه هي حقيقة العبودية لله تعالى،

    أن تجعل شرع الله دليلاً في كل شيء، إذا أحببت أحببت لله لا لهوى نفسك،

    وإذا أبغضت زيداً فلأنه من العصاة الذي يبغض الله فعالهم،

    لا لأنه سبك أو نال منك أو لموقف معين.

    كثير من الناس يحب للدنيا، ويعطي ويعيش لها،

    فهذا عبد الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،

    فحري بالمسلم أن يفتش نفسه،

    وأن يجعل من شرع الله دليلاً لمن يحب ويبغض.

    والحب على قسمين: فطري جبلّي، وسببي كسبي.

    فأما الفطري الجبلّي: فلا لوم على العبد فيه،

    فإن الله فطره على ذلك، كحب الرجل الطعام،

    وحبه الماء، وحبه ابنه، وزوجته، وأصدقاءه.

    وأما الكسبي السببي: فهو الإرادي الذي يحاسب الله عليه العبد،

    إذا صرفه لغير مرضاة الله تبارك وتعالى.



    الخصلة الثالثة:

    وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ

    ومما يحمل على هذا البغض أن تتأمل فيما يلي:

    الشرك يحبط جميع الأعمال، قال تعالى :

    (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام:88] .

    والشرك هبوط إلى حضيض المذلة ، قال تعالى :

    (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج:31] .

    والشرك مهدر للدم مبيح للمال ،

    كما قال تعالى:

    (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) [التوبة:5]

    وقد حرم الله الجنة على المشرك وحكم عليه بالخلود في النار ،

    كما قال تعالى :

    (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة:72]

    والشرك أعظم الظلم ، مثلاً :

    فعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضى الله قَالَ:

    لَمَّا نَزَلَتْ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)،

    شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا:

    أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ -ظنوا أنّ المراد : ظلم النفس بالمعصية،

    وظلمُ الأخ لأخيه بغيبةٍ ونحوها - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

    «لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:

    (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)»

    رواه الشيخان.

    والشرك سبب هلاك الأمم، قال تعالى :

    ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ)

    ، قال ابن الجوزي في زاد المسير (6/306) :" (كان أكثرهم مشركين )،

    المعنى : فأُهلكوا بشِركهم ".


    والشرك ضلال مبين؛ لذلك يعترف المشركون بضلالهم فيقولون:

    (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [ص: 97-98] .

    وقال : ( وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) [النساء: 116] .

    الشرك لا يمكن أن يتحقق الأمن معه، قال تعالى :

    ( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 81-82] .

    والشرك لا يغفره الله،:

    ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء: 48، 116].
    [/b]




    Karma
    Karma
    مدير عام
    مدير عام


    عدد المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 16/11/2010

    سلسلة ثلاثيات نبوية  Empty رد: سلسلة ثلاثيات نبوية

    مُساهمة من طرف Karma الثلاثاء يناير 18, 2011 5:13 am


    سلسلة ثلاثيات نبوية  19rz1


    لاطيب قلــــــــــــــــــب كانـــــــــــــــــوا واحشتينى تقبلى مرورى

    كـــــــــــــــــــــــارما



    سلسلة ثلاثيات نبوية  262880456
    Kan_Zaman
    Kan_Zaman
    مدير المنتديات
    مدير المنتديات


    عدد المساهمات : 325
    تاريخ التسجيل : 15/11/2010
    الموقع : لا اله الا الله محمد رسول الله

    سلسلة ثلاثيات نبوية  Empty رد: سلسلة ثلاثيات نبوية

    مُساهمة من طرف Kan_Zaman الأربعاء يناير 19, 2011 1:08 pm

    انتى اللى وحشتينى يا كارماااا

    الله يسعدك قلبك يارب




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:29 pm