أيـــــــــــــن أثرك ..... ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحباب الله
كل من سار على هذه الأرض ترك أثرًا وعلامة تدل على مروره ،
فإن سرت على الرمال بدت آثار قدمك ، وإن تجولت في حديقة ظهرت علامات طريقك.
ولنا اليوم أن نتساءل: لنا سنوات نتعلم العلم فأين أثر علمنا ؟ اين عملنا ؟
ولنا سنوات نصلي ونصوم فأين الأثر في النفس والجوارح ؟
ولقد قرأنا كثيرًا وحفظنا كثيرا عن بر الوالدين وحسن المعاملة فأين النتيجة؟
يرى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن الدعوة إلى الله تصير فرض عين عند تغير الأحوال حيث يقول: «فعند قلة الدعاة،
وعند كثرة المنكرات وعند غلبة الجهل كحالنا تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته»
لقد اشتغل الكثير بسفاسف الأمور،
وتضيع منهم أنفس اللحظات وأثمن الدقائق في غير ما خلقوا له
تجد لأحدهم اهتماما دنيويا أخذ عليه ماله ووقته وجهده.. ودينه؟ فلا .
أليس هذا من أعظم الحرمان؟
ثم أليس من أعظم نعم الله عليك أن صرفك لطاعته واستعملك في عبادته؟!
فالدعوة للاسلام ... أن تهبه جزءًا من همك ، جزءًا من وقتك وعقلك وفكرك ومالك ،
فليكن شغلك الشاغل وهمك وديدنك، فإن قمت فللإسلام، وإن سرت فللإسلام،
وإن فكرت فللإسلام وإن دفعت فللإسلام، وإن جلست فللإسلام.
إذا ربطت قلبك بالله عز وجل وأكثرت من الدعاء والاستغفار ومداومة قراءة القرآن،
فلا يوجد أنفع منها في جلاء القلوب وصقل الأرواح وجعلها تعمل ولا تكل ،
تكدح ولا تمل من الإكثار من ذكر الله عز وجل والتقرب إليه بالطاعات ونوافل العبادات .
قال الحسن رحمه الله في وصف أناس ندعو الله عز وجل أن لا نكون منهم :
" إن هؤلاء ملوا العبادة ووجدوا الكلام أسهل عليهم ،وقل ورعهم فتحدثوا "
وقال الأوزاعي : "إن المؤمن يقول قليلا، ويعمل كثيرا،
وإن المنافق يتكلم كثيرًا ويعمل قليلاً".
فاللهم لا تجعلنا من أولئك واجعلنا من عبادك الصالحين .