كانت واشنطن ترغب في تحويل الجيش الشعبي لتحرير السودان الى جيش نظامي
تشير برقيات دبلوماسية امريكية سرية نشرها موقع
ويكيليكس الى ان الولايات المتحدة تعلم منذ عدة سنوات بامر شحنات الاسلحة
التي تبعث بها كينيا الى جنوب السودان.
وتظهر هذه البرقيات بأن دبلوماسيين امريكيين في ادارة الرئيس باراك
او باما طالبوا الكينيين وقف هذه الشحنات في عام 2009.
وقد رد المسؤولون الكينيون على هذا الطلب الامريكي
بغضب قائلين إن ادارة الرئيس بوش السابقة لم تعترض قط على دعمهم للحركة
الشعبية لتحرير السودان الجنوبية.
وتتطرق عدة برقيات سرية بعثت بها السفارة
الامريكية في نيروبي الى قضية السفينة (فاينة) التي سيطر عليها قراصنة
صوامليون في خليج عدن عام 2008 وهي في طريقها الى ميناء مومباسا الكيني.
وكانت (فاينة) الاوكرانية محملة بالاسلحة بما فيها
30 دبابة. وقد تم الافراج عنها بعد خمسة شهور من احتجازها بعد ان قبض
القراصنة على فدية تقدر بـ 3,2 مليون دولار.
وكانت الحكومة الكينية قد نفت الاتهامات القائلة
إن حمولة السفينة كانت متوجهة الى الجيش الشعبي لتحرير السودان الجنوبي.
الا ان البرقيات التي اعادت نشرها صحيفة نيويورك
تايمز اليوم تشير الى ان المسؤولين الامريكيين كانوا يعلمون بأن الاسلحة
التي كانت على متن (فاينة) كانت متوجهة الى الجنوب السوداني، كما كانوا
يعلمون بالتورط الكيني في الجنوب.
وبينما لم تتدخل ادارة بوش بالامر،
اتخذت ادارة الرئيس اوباما موقفا متشددا حيال الامر إذ هددت كينيا بفرض عقوبات عليها.
الا ان برقية مؤرخة في السادس عشر من ديسمبر /
كانون الاول 2009 بعث بها السفير الامريكي مايكل رانيبيرجر الى وزارة
الخارجية بواشنطن تقول إن كبار المسؤولين الكينيين عبروا عن قلقهم ازاء ما
وصفوه "بالتغير الكبير" في السياسة الامريكية الذي ادخلته ادارة اوباما.
وقال المسؤولون الكينيون، حسب برقية السفير
الامريكي، إن الحكومة الكينية تتعرض لضغوط تجبرها على ايصال الاسلحة الى
جنوب السودان، كما اخبروا السفير الامريكي بأن الرئيس الكيني مواي كيباكي
"غاضب جدا حول هذه المسألة."
وعلق السفير رانيبيرجر بالقول إن السلطات الكينية
"اصيبت بالحيرة، ولها الحق في ذلك،
لأنها كانت تعتقد بأن ايصال هذه
الدبابات الى الجيش الشعبي يتماشى مع اهداف السياسة الامريكية" التي تلخص
في تحويله (الجيش الشعبي لتحرير السودان) الى جيش نظامي صغير يتمكن من
الدفاع عن جوبا عاصمة الجنوب دون ان تكون له القدرة على احتلال الخرطوم،
وله القدرة على الاندماج مع جيش آخر،
ومتمكن من معادلة قدرات الخرطوم العسكرية الكبيرة."
يذكر ان سكان الجنوب السوداني سيصوتون في استفتاء
يجرى الشهر المقبل حول انفصال اقليمهم. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية
هيلاري كلينتون قد وصفت الوضع في السودان بأنه يشبه قنبلة موقوته بسبب
كميات الاسلحة الكبيرة التي يكدسها طرفا النزاع.
اما الدبابات التي كانت على متن السفينة (فاينة)،
فما زالت في كينيا. وتقول النيويورك تايمز إنه من غير الواضح ما اذا كانت
واشنطن قد طلبت من نيروبي الامتناع عن ايصال هذه الدبابات
الى الجنوب السوداني.
المصدر بى بى سي