تسريباتت ويكليكس تتسبب بحرج بين الحلفاء
بدأ موقع ويكيليكس في نشر 250 ألف رسالة سرية أرسلتها البعثات الدبلوماسية الأمريكية، وهنا أهم القضايا التي عرضتها تلك الوثائق:
الهجوم على إيران
تنسب البرقيات التي كشفها موقع ويكليكس، الى عدة زعماء عرب حثهم الولايات المتحدة على مهاجمة إيران والقضاء على برنامجها النووي.
وينسب الى العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز
أنه حث الولايات المتحدة مرارا على ضرب إيران، والى السفير الأمريكي في
واشنطن عادل الجبير قوله أثناء لقائه مع الجنرال ديفيد باتريوس عام 2008 إن
"الملك عبدالله يريد من الولايات المتحدة أن "تقطع رأس الأفعى".
وذكرت الجارديان نقلا عن إحدى الوثائق أن العاهل
السهودي شدد على أن العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في
العراق يعد اولوية استراتيجية للسعودية.
وكتب دبلوماسي أمريكي في التاسع من فبراير/شباط
2010 ان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد "يعتبر ان منطق الحرب يسود
المنطقة، وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الامارة".
العاهل السعودي وصف إيران برأس الأفعى وفقاً للوثائق
وقالت وثيقة أخرى أن الشيخ محمد بن زايد قال خلال
لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيوثي غايتر، في تموز/ يوليو 2009، أن
"حرباً تقليدية على المدى القريب لأفضل بشكل واضح من التداعيات طويلة المدى
لحصول إيران على السلاح النووي".
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل
ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الاميركي دانيال بونينان في العاشر من
كانون الاول/ديسمبر 2009 واصفاً العلاقة بين بلاده وايران "انهم يكذبون
علينا ونحن نكذب عليهم".
كذلك كتب دبلوماسي اخر من القاهرة في شباط/فبراير
2009 ان الرئيس المصري حسني مبارك "يكن كرها شديدا للجمهورية الاسلامية"
بحسب الوثائق.
ونسب الى حمد بن عيسى ملك البحرين حثه الولايات
المتحدة على "إيقاف إيران بأي وسيلة كانت"، بينما قال ولي العهد في
الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد إن "أحمدي نجاد سيشن علينا حربا".
وكشفت وثيقة وجهت من السفارة الأميركية في العاصمة
الأردنية عمان أن الأردن تتحفظ على "تعامل" الولايات المتحدة مع إيران،
لأن هذا من شأنه أن يقوي من شوكة المتشددين من الدول العربية على حساب
الدول المعتدلة.
ورأت الأردن أن هذا لن يثني إيران عن دعم الإرهاب، ووقف مشروعها النووي، ولا طموحاتها التوسعية.
مسؤولين اردنيون قالوا بأن افضل طريقة لمواجهة
"الطموحات الايرانية" تكون عبر اضعاف مصر تشددها في الشارع العربي وذلك عن
طريق الوفاء بوعد "حل الدولتين" في الصراع العربي-الاسرائيلي. وعبر التأكيد
على عدم هيمنة النفوذ الإيراني على المؤسسات الأمنية في العراق.
وكشفت وثيقة نشرها موقع ويكيليكس ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قال لنظيره الفرنسي ارفيه موران ان اسرائيل قادرة على شن
هجوم عسكري على ايران بدون مساعدة الولايات المتحدة غير ان نجاح مثل هذه العملية لن يكون مضمونا.
الوضع في باكستان
تعبر الرسائل عن القلق حول المواد المشعة الموجودة
في المحطات النووية في باكستان وإمكانية استخدامها في هجمات إرهابية.
ويتضح من الرسائل أن الولايات المتحدة كانت تحاول نقل يورانيوم عالي
التخصيب من مفاعل للأبحاث في باكستان منذ عام 2007.
وقالت البرقية أن الولايات المتحدة حاولت سرا
الشيخ محمد بن زايد-ولي عهد أبوظبي
زرداري "قذر لكنه ليس خطيرا، ورئيس الوزراء السابق نواز شريف خطير لكنه ليس قذرا، وهذا هو حال باكستان".
اقناع باكستان بالسماح لها بازالة اليورانيوم بسبب مخاوف من أن تتم سرقة
هذه المواد النووية او تحويلها للاستخدام في أداة نووية.
لكن باكستان رفضت زيارات خبراء أمريكيين وفقا لما
جاء في تقرير أعدته السفيرة الامريكية السابقة آن باترسون في مايو ايار
2009 لانه اذا "علمت وسائل الاعلام المحلية بنبأ ازالة الوقود فمن المؤكد
أنها ستصور الامر على أن الولايات المتحدة تسحب أسلحة باكستان النووية."
وفضلا عن مخاوف واشنطن بشأن المواد النووية
الباكستانية كشفت برقيات أخرى متعلقة بباكستان عن أن العاهل السعودي الملك
عبد الله بن عبد العزيز تحدث بقسوة بالغة عن الرئيس اصف علي زرداري ووصفه
بأنه أكبر عقبة في طريق تقدم البلاد ونقل عنه قوله انه اذا كان الرأس فاسدا
فانه يؤثر على الجسم بأسره.
وفي يوليو تموز 2009 قال الشيخ محمد بن زايد أن
زرداري "قذر لكنه ليس خطيرا وأن رئيس الوزراء السابق نواز شريف خطير لكنه
ليس قذرا وهذا هو حال باكستان".
وقال الشيخ بن زايد، وفقاُ للوثائق، ان شريف الذي يرأس الحزب الرئيسي المعارض لزرداري لا يمكن الوثوق بأن يفي بوعوده.
الأمم المتحدة
وتحدثت بعض الوثائق الاخرى عن عمليات تجسس أميركية على مسؤولين في الأمم المتحدة بضمنهم الأمين العام بان كي مون.
وقالت الوثائق إن أوامر أرسلت إلى دبلوماسيين
أمريكيين بتفويض من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بضرورة جمع
معلومات عن بان كي مون ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى في المنظمة الدولية
خاصة مساعدي الأمين العام وقادة مهام حفظ السلام.
وتشمل المعلومات المطلوبة كلمات سر وبيانات خاصة مثل البصمة الوراثية وبصمات الأعين والأصابع.
من الصين إلى كوريا
هناك قلق حول تنامي مستوى استخدام الحكومة الصينية
للقرصنة الالكترونية، ويتضح من برقيات دبلوماسية أمريكية أن الحكومة
الصينية قد استخدمت شبكة من قراصنة الانترنت وخبراء في شركات أمن خاصة منذ
عام 2002 وأنها استطاعت من خلالهم النفاذ الى حواسيب حكومية أمريكية وشركات
وكذلك حلفاء غربيين وحاسوب الدالاي لاما.
وتقول المراسلات إن الحكومة الصينية كانت وراء اختراق النظام الأمني لحواسيب شركة جوجل في الصين في يناير/ كانون ثاني.
وتضمنت الرسائل مناقشة مسؤولين أمريكيين وكوريين جنوبيين لتوحيد الكوريتين في حال انهيار النظام في كوريا الشمالية.
وقال السفير الأمريكي في سول إن كوريا الجنوبية قد
تفكر في عرض محفزات تجارية على الصين من أجل طمـأنة بكين حول قلقها من
إمكانية العيش مع كوريا موحدة.
جوانتانامو
وورد في الرسائل نقاشات مع عدة بلدان حول امكانية قبولها نزلاء من جوانتانامو مقابل حصولها على محفزات مختلفة.
وفي برقية من السفارة الأميركية في برلين، أشير
إلى أن مسؤولين أميركيون حثوا نظرئهم الالمان على عدم إصدار مذكرة اعتقال
دولية بحق عناصر من الـ سي آي أي، أرسلوا ألمانياً بخطأ تشابه الأسماء إلى
سجن سري.
وكذلك تظهر وثيقة أخرى أن مسؤوليين أميركيون،
وعدوا دبلوماسيين ليتوانيين، بترتيب لقاء لهم مع الرئيس الاميركي أوباما،
إذا ما استقبلوا سجينين من جوانتانامو.
المصدر بى بى سى